لطالما اعتاد الناس على الاستحمام بماء ساخن، نظراً للراحة التي يقدمها من حيث إرخاء العضلات وتفتيح مسامات الجسم وتنظيف البشرة بكفاءة عالية، كما أنَّ فكرة غمر الجسم بماء بارد - سواء كان الفصل صيفاً أم شتاءً - لا تعد فكرة جذابة للكثيرين. لكن في الآونة الأخيرة، لاقت هذه الفكرة رواجاً كبيراً، وخصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أظهرت العديد من الرياضيين وهم يقفزون طواعية في حوض استحمام تغمره مكعبات الثلج، عدا عن وجود عدد لا بأس به من الدراسات التي تُظهر فوائد القيام بذلك.
لذا في هذا المقال من أوزيه، سنتحدث عن فوائد الاستحمام بالماء البارد، من حيث تأثيراته الإيجابية على الصحة الجسدية والعقلية، مما يجعله رحلة علاجية شاملة.
الاستحمام بماء بارد هو حمام يتم فيه غمر الجسم بشكل مفاجئ بماء تقل درجة حرارته عن المعتاد (عادة ما تكون أقل من 20 درجة مئوية). يمكن أن تختلف شدة الاستحمام بماء بارد بدرجات متفاوتة، من انخفاض طفيف في درجة الحرارة إلى الاستحمام بماء شديد البرودة. كما قد تختلف المدة من استحمام سريع إلى غمر الجسم بماء بارد لفترة طويلة.
رغم أنَّ كثيرين قد يجدون صعوبة في تجاوز الصدمة الأولى للماء البارد الذي سيغمر أجسادهم، إلا أنَّها هي الفيصل هنا، فهي السبب الأول والأخير الذي يجعل هذه التجربة ذات فوائد جمَّة. إليكِ بعض فوائد الاستحمام بالماء البارد:
تحسين الدورة الدموية: عندما يتعرض الجلد لصدمة البرد، تنقبض الأوعية الدموية القريبة من البشرة للحفاظ على الحرارة، ويضخ الجسم الدم إلى الأعضاء الحيوية من أجل الحفاظ على درجة حرارته الإجمالية وتوسيع الأوعية الدموية في أماكن أخرى، وتحفيز عمل الدورة الدموية؛ والنتيجة، إيصال المزيد من الأكسجين والمواد المغذية لخلايا الجسم، مع إزالة السموم بشكل أكثر كفاءة. لكن في المقابل، قد يكون لذلك تأثير سلبي على المصابين بأمراض القلب، لأنَّه قد يؤدي إلى نوبة قلبية، لذا يجب عليهم توخي الحذر.
تقليل الالتهابات: الماء البارد له تأثير طبيعي مضاد للالتهابات على الجسم؛ فعند تعرضه لدرجات حرارة منخفضة، تضيق الأوعية الدموية، مما يحد من تدفق السوائل إلى المنطقة المصابة، ثم يُفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والنورأدرينالين التي تقلل التورم والالتهاب؛ ولهذا، يكون الاستحمام بماء بارد مفيداً للرياضيين أو الأشخاص الذين يرغبون بأن يستعيد جسمهم قوته بعد قيامهم بتدريبات مكثفة، لأنَّه يساعد في تخفيف آلام العضلات وتعزيز تعافي العضلات بشكل أسرع.
تقوية جهاز المناعة: تشير عدد من الدراسات إلى أنَّ الماء البارد قد يلعب دوراً في تعزيز المناعة؛ الفكرة هنا أنَّ الجسم يُنشط الجهاز العصبي الودي كنوع من رد الفعل على البرودة التي يتلقاها، والذي بدوره يُحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء، وهي العناصر الأساسية في مكافحة العدوى. ولأنَّ الاستحمام بماء بارد يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية، سيساعد ذلك أيضاً على إيصال الخلايا المناعية إلى جميع أنحاء الجسم بشكل أكثر فاعلية.
تحسين المزاج: مجدداً، السر يكمن في الصدمة الأولى؛ إذ تؤدي إلى إطلاق الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تساعد على الشعور بالسعادة؛ وتقلُّ أعراض الاكتئاب والقلق، مما يوفر دفعة إيجابية للمزاج.
تقليل التوتر والقلق: يُنشِّط الماء البارد الجهاز العصبي الودي، وهو المسؤول عن استجابة تُعرف باستجابة القتال أو الهروب Fight-or-flight response، وهي عبارة عن ردة فعل طبيعية تحدث ذلك في الحالات الاعتيادية عندما يجد العقل أنَّ الجسم يتعرض لخطر، فيقوم بتحفيز الجهاز العصبي الودي على إطلاق هرمون الأدرينالين، مما يدفع الشخص إما إلى القتال أو الفرار من الخطر. قد يبدو هذا الأمر غريباً في هذا السياق، لكن بمجرد أن تهدأ الصدمة الأولية للبرودة - والتي سيفسرها العقل مباشرة على أنَّها خطر يهدد عمل الأعضاء - يدخل الجسم في مرحلة الاسترخاء التي يحفِّزها الجهاز العصبي الودي عادةً بعد زوال الخطر؛ مما يساعد على خفض هرمونات التوتر وتعزيز مشاعر الهدوء.
زيادة اليقظة: يعمل الماء البارد على تنشيط الجهاز العصبي، مما يزيد من معدل ضربات القلب والتنفس. هذه الزيادة في النشاط تُشعر الشخص بمزيد من اليقظة والتركيز، ولهذا يجد البعض أنَّ الاستحمام بماء بارد أكثر فاعلية من القهوة في فترات الصباح من حيث التخلص من الإرهاق والخمول.
تحسين الأداء الرياضي: يساعد الماء البارد في تقليل ألم العضلات والتهابها بعد التمرين، ويعزز تعافيها بشكل أسرع، بالإضافة إلى أنَّ غمر الجسد في الماء البارد يحسن أيضاً قوة العضلات وقدرتها على التحمل نظراً لأنَّه يعزز الدورة الدموية، ويوصل الأكسجين والمواد المغذية للعضلات بشكل أكثر كفاءة. ولهذا يُشكِّل الاستحمام بماء بارد - وقد يكون شديد البرودة في بعض الأحيان - طريقة استشفاء ناجعة للرياضيين الذين يتطلعون إلى تحسين أدائهم.
تعزيز صحة البشرة: يعزز الاستحمام بماء بارد صحة البشرة عن طريق غلق المسام وتنظيم إنتاج الزهم وتقليل تراكم الزيوت، وهو ما يفيد أصحاب البشرة الدهنية (مع الاعتدال وعدم المبالغة بذلك، منعاً لجفاف البشرة وتهيجها). بالإضافة إلى أنَّ الماء البارد يزيد من مرونة البشرة، ويجعلها مشرقة وأكثر شباباً.
تعزيز صحة الشعر: مثل الجلد تماماً، يعزز الاستحمام بماء بارد صحة الشعر عن طريق غلق مسام خيوط الشعر وحبس الرطوبة، فيقلل الضرر الناتج عن التصفيف الحراري. كما يحفز الماء البارد تدفق الدم إلى فروة الرأس، وينظِّم إنتاج الزهم، ويجعل الشعر يبدو أكثر لمعاناً وقوة ومرونة.
يجب التنويه هنا إلى أنَّه على الرغم من كثرة فوائد الاستحمام بالماء البارد، إلا أنَّه لا يعد طريقة علاج رئيسة لأي حالة صحية، وإنَّما إجراء يساعد على التخفيف من شدة الأعراض.
بعد أن عرفنا فوائد الاستحمام بالماء البارد، يجب التنويه إلى أنَّه من الضروري التعامل معه بحذر، خاصة لمن ليسوا معتادين عليه، ويريدون تجربته للمرة الأولى. إليكِ بعض النصائح لجعل هذه التجربة أكثر راحة ومتعة:
لا تغمري نفسك بالمياه الباردة على الفور؛ خاصة في المرات الأولى. ابدئي بحمام دافئ، ثم اخفضي درجة الحرارة تدريجياً مع مرور الوقت. يمكنكِ أيضاً تركيز الماء البارد على ساقيك وقدميك أولاً، مع الاستمرار في أثناء تأقلم جسمكِ على الانخفاض الحاصل في درجات الحرارة.
الصدمة الأولى للماء البارد تجعل التنفس سطحياً؛ لذا خذي أنفاساً عميقة وبطيئة للتحكم في طريقة تنفُّسك، وتنشيط استجابة الاسترخاء لديكِ والتكيُّف مع صدمة البرد بسهولة أكبر.
صحيح أنَّ الماء البارد ينشط الجسم، ولكنَّه قد يؤدي إلى نتائج عكسية إذا ما تم غمر الجسم بماء بارد لفترة طويلة جداً. لذا ابدئي بثلاث أو خمس دقائق، ثمَّ زيدي المدة في المرات القادمة عندما تعتادين على ذلك.
بدلي بين الماء الساخن والبارد في أثناء الاستحمام للجمع بين فوائد الاستحمام بالماء البارد، وفوائد الماء الساخن.
بعد الاستحمام بماء بارد، جففي جسمكِ بسرعة بمنشفة دافئة أو رداء يساعد على رفع درجة حرارة جسمكِ. يمكنك أيضاً احتساء شراب دافئ لرفع درجة حرارة جسمكِ من الداخل إلى الخارج.
الاستحمام بماء بارد قد لا يناسب الجميع؛ فإذا شعرتِ بأي علامات خطيرة لانخفاض حرارة الجسم، مثل الدوار أو الارتعاش أو تنميل الأطراف، اخرجي من الحمام فوراً وارفعي درجة حرارة الغرفة.
تشتمل الخدمات التي يقدمها فريق أوزيه على العديد من التقنيات التي تمنحك تجربة مريحة ومفيدة، لذا بتجربتك خدمات الحمام المغربي من أوزيه، ستحصلين على الكثير سيدتي.
أوزيه هو صالون وسبا متميز يهدف إلى أن يكون رائداً في تقديم خدمات التجميل المنزلي العصري، لذا يلتزم دائماً بتطوير واكتساب خبرات جديدة تلبي أرقى المعايير العالمية؛ مع الحرص على تقديم حلول متخصصة لكل حالة بحسب الرغبة؛ حيث يقدم صالون وسبا أوزيه خدمات التجميل والرفاه العام للسيدات في منازلهن بطريقة محترفة وعصرية، وبأسعار معقولة تناسب الكثير من الفئات.
ستجدين لدى أوزيه كل ما تحتاجينه من خدمات الحمام المغربي، بأيدي أفضل الخبيرات المحترفات اللواتي يستخدمن أفضل المنتجات من زيوت وعطور وكريمات عند تقديم خدماتهن، والتي تشمل الحمام المغربي التقليدي، وحمام أوزيه للعرائس، وحمام النيلة المغربية، وحمام المسك والورود، وغيرها من أنواع الحمام المغربي.
مع أوزيه، لستِ مضطرة بعد الآن لأن تضيعي وقتكِ في الذهاب والعودة من وإلى السبا، إذ يمكنكِ من خلال التطبيق أن تحصلي على ما تريدين من خدمات وأنتِ في المنزل، لتجدي خبيرات أوزيه عند عتبة داركِ.
هل ترغبين بالحصول على أفضل عناية بجسمكِ من خلال الخضوع إلى جلسات حمام مغربي تُبرِزُ جمالَه ورونقه، مع الالتزام بأعلى معايير النظافة؟ احجزي موعدكِ الآن.
يعتمد ذلك على عدة عوامل، مثل صحتكِ ومدى قدرتكِ على تحمُّل درجات الحرارة المنخفضة. لكن بشكل عام، قد لا يكون الاستحمام بماء بارد في فصل الشتاء خياراً مناسباً للجميع، خاصة لمن يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
يختلف الوقت الأفضل للاستحمام بالماء البارد باختلاف الغاية منه، فمثلاً، يُفضل كثيرون أن يكون ذلك في الصباح لتنشيط أجسامهم وزيادة يقظتهم؛ في حين أنَّ الاستحمام بالماء البارد بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة خيار مفضل للرياضيين لتحسين الدورة الدموية وتخفيف آلام العضلات.
يجب تجنُّب الاستحمام بالماء البارد في الأوقات التي يكون فيها الجو شديد البرودة.
لا توجد إجابة محددة على هذا السؤال، حيث يعتمد ذلك على احتياجاتكِ وتفضيلاتكِ؛ كما أنَّ لكلا الخيارين إيجابياته وسلبياته.
عند الاستحمام بماء بارد، يحدث للجسم عدد من التغييرات الفيزيولوجية، مثل انخفاض معدل ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية وزيادة معدل التنفس وتحرير الإندورفين.